البداية كانت مع نادي الحامول، وتدريجيًا استطاع أن يجلس على مائدة مجلس إدارة اتحاد الكرة، الذي يدير اللعبة الأولى في مصر، إنه المهندس أحمد مجاهد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، وبحكم أشياء كثيرة أعرفها عنه قبل أن يكون عضوا في المجلس، أستطيع أن أؤكد بلا مجاملة أنه رجل لا يتغير بالمناصب، ومستعد أن يدفع حياته ثمنًا لمواقفه كما أنه لا يعرف المجاملة، وهذا هو سر نجاحه.
مؤخرًا أصبح «مجاهد» حديث الساعة، ربما حسدًا على الوضع الذي وصل إليه من خلال صداقته مع المهندس هاني أبوريدة، عضو المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والأفريقي، أو وجوده في الاتحاد الأفريقي، حيث أصبح مراقبا دوليا وتعرف على دائرة الكبار، ربما يكون ذلك سببًا في تقلب النفوس عليه وأيضًا لما يتمتع به من علاقات طيبة مع كل أعضاء الجمعية العمومية الصغير قبل الكبير، بل إن الجميع يطلقون عليه محامي الأندية الفقيرة، والباحث عن مصالحها داخل المبنى العتيق بالجبلاية.
وكان الحوار التالي:
> بم تفسر ما تتعرض له من هجوم شديد؟ وهل تعتقد أنها مؤامرة؟
لم لا.. وارد جدًا أن تكون مؤامرة، فالانتخابات تفعل أكثر من ذلك، فهناك من يرى أن مصلحته تكون في إحداث خلافات بيني، وبين المهندس هاني أبوريدة، خاصة وأن علاقتي بالرجل متميزة، ويمكن أن يكون ذلك سبب غيرة البعض مني.
> هل تتوقع نجاح تلك المحاولات في إحداث وقيعة بينك وبين "أبو ريدة"؟
لايمكن.. لأن من يفعل ويرتب لهذا الأمر، لا يدرك حجم العلاقة التي تربطني والمهندس هاني أبوريدة، ولم يثبت يومًا أنني كنت قليل الأصل مع من تتلمذت على أيديهم، وربما اختلف في وجهة نظر، ولكن تربيتي في الفلاحين تجعلني أرد الفضل لأصحابه.
> وهل توافقني الرأي على أن الحديث عن الانتخابات أمر مبكر؟
رأيي واضح وصريح جدًا.. الحديث عن انتخابات اتحاد الكرة 2016، أمر سابق لأوانه، ويقلل من المجلس الحالي الذي ما زال في مدته القانونية 15 شهرًا.
> نعود للبداية.. والعلاقة بين المهندس أحمد مجاهد واتحاد الكرة.. كيف كانت؟
الذي لايعرفه البعض، أنني أقدم من ناس كثيرين متواجدين في اتحاد الكرة، وخبرتي داخل الجبلاية تفوق الكثيرين.
أما البداية فكانت من نادي الحامول عندما كنت مشرفًا على الكرة، وبمجرد أن أتممت 21 عامًا، وهو السن القانوني لخوض انتخابات النادي، وكنت السكرتير العام، ثم الوكيل وبعدها رئيسًا للنادي، وكنت وقتها أصغر رئيس نادي في مصر، وتقريبًا منذ عام 94 لم أتخلف عن حضور أي اجتماعات للجمعية العمومية، كما كنت عضوًا في فرع الغربية عندما كانت كفر الشيخ تابعة له، ثم عضوا في فرع كفر الشيخ، وعضوا في لجنة المناطق، ثم عضوا بلجنة شئون اللاعبين، وكنت أتواجد في كل الندوات، وكنت مراقبا في القسم الثاني، وعملت في منصب المدير الفني لنادي الحامول عام 96 حتى 2001، وهذا معناه أنني مررت بكل مراحل اللعبة.
> لكن من الواضح أن من يهاجمونك، لا علم لهم بكل المراحل التي مررت بها، والخبرات التي اكتسبتها خلالها.
أستطيع أن أقول إنني حضرت، وراقبت وتابعت مباريات بعدد شعر رأس من يهاجمونني، كما أنني مراقب في الاتحاد الأفريقي، ولجنة الانضباط، ومحاضر في تراخيص الأندية، ومفتش على الاستادات في الاتحاد الأفريقي.
مادام أنك أقدم أو من أقدم الأشخاص داخل الاتحاد لماذا لا تفكر في الترشيح لأحد المناصب في مجلس إدارة الاتحاد المقبل؟
كل شيء وارد، لكنني، أؤكد على أنني أحترم الأقدميات، وعندما أتحدث عن الأقدمية والخبرات فهناك المهندس هاني أبوريدة، والكابتن حازم الهواري والكابتن أحمد شوبير، ثم أنا رقم 4.
> متى فكرت في خوض انتخابات اتحاد الكرة؟
منذ أن دخلت اتحاد الكرة، لدى طموح بالجلوس على مائدة مجلس الإدارة؛ حتى جاءت اللحظة المناسبة في عام 2005، وكنت أحد ركائز قائمة الكابتن سمير زاهر مع شوبير وأحمد شاكر وحازم الهواري، لكن تغيير اللائحة بمعرفة الوزير أنس الفقي جعل مجلس الإدارة 7 بدلا من 9 أعضاء، فتم الاتفاق على أن يرأس جمال الغندور لجنة الحكام، وقتها قررت الانسحاب باعتباري الأصغر سنًا واحترامًا للأكبر مني، وبعدها ترأست لجنة شئون اللاعبين باتحاد الكرة، وحتى استقلت منها، ثم دخلت بعد ذلك في الانتخابات التكميلية في اتحاد الكرة وحصلت على أعلى الأصوات، ونجحت مع كرم كردي والدكتور جمال محمد علي، ثم جاءت انتخابات 2012 وكنت أول المرشحين، قي قائمة المهندس هاني أبوريدة، ووصلت ثاني أعلى الأصوات، وأيضًا هذه الانتخابات بعد المهندس هاني.
> دائما يطاردك اتهام بأنك "مثير للمشاكل" داخل اتحاد الكرة.. فما تعقيبك؟
"مفيش حد عايز يفهمني لأني راجل صاحب مواقف ثابتة، ودائمًا أحترم رأي الأغلبية، بمعنى إن الموضوعات التي أتوقع أن تثير مشكلات في المستقبل، لابد أن أجلس وأسجل اعتراضي عليها".
> وما أبرز الأزمات التي سجلت اعتراضك عليها لعلمك أنها ستثير مشكلات في المستقبل؟
"سجلت تحفظي على عقد التليفزيون في الأول، وكلامي طلع صح؛ لأن التليفزيون لم يسدد مستحقات الأندية، وسجلت اعتراضي على الشركة الراعية، وأن الاتحاد وافق على عرض واحد، وعلى غرامات برزنتيشن المتعلقة بـ"ماتش وورلد"، وهو ما أحدث مشاكل عديدة في المجلس بعد ذلك".
> وما حكاية خناقتك مع المهندس حسن فريد في اجتماع مجلس الإدارة الأخير، وحكاية "الجزمة"؟
هناك من لا يحبني داخل المجلس، فقام بنقل أشياء مغايرة لما حدث والموضوع كله اختلاف في الرأي، ووصل إلى ارتفاع الأصوات وخناقة، ولكن كل طرف يجلس في ناحية من المائدة، ولم أر أو يراني أحد ومع ذلك تم تضخيم الأمر.
> هل يمكن القول إنك خسرت من الكرة؟
لو أردنا حساب الأمر من الناحية الاقتصادية أقول طبعًا خسرت، خاصة وأن أقراني نجحوا في تكوين أنفسهم والارتقاء اقتصاديًا، في المقابل تجدني تفرغت للكرة التي شغلتني عن حياتي الخاصة نفسها، ولم أعش أحلى فترات حياتي مثل بقية أقراني في فترة الشباب؛ لأنني كنت مركزا في الكرة والأكيد أن ظروف أسرتي خدمتني، والميراث الذي تركه لي والدي هو ما اعتمد عليه فقط، ولم أربح من كرة القدم.
> بعد أن بلغت الـ43 عامًا منهم 23 عاما في خدمة اتحاد الكرة، ماذا تقول عن تجربتك مع العمل العام؟
أقول إن العمل العام في مصر أكذوبة، والذي يدخل فيه فهو من أجل الاستفادة، ماديا أو أدبيًا والبحث عن الوجاهة الاجتماعية والشو الإعلامي، ولابد على المسئولين في الدولة أن يعيدوا النظر في أمر العمل التطوعي؛ حتى تتحقق النتائج المرجوة، فأنا لا أستفيد، وكما قلت لولا ميراث والدي ماكنت سلكت هذا الطريق.
> دائمًا ما تكون علاقتك ساخنة مع المسئولين، بدليل أنك اختلفت مع اللواء حرب، والكابتن سمير زاهر وغيرهما .
يجب أن أوضح هنا أن اللواء حرب الدهشوري، صاحب فضل علي كبير، هو والراحل عبده صالح الوحش، فهو من تنبأ بأنه سيكون لي شأن في اتحاد الكرة، وعندما اختلفت مع اللواء الدهشوري حرب، ذهبت إليه في منزله واعتذرت له ومازالت تربطني به صداقة قوية.
وأريد أن أقول أيضا إن اللواء الدهشوري حرب هو من أرسى قواعد في قطاعات الناشئين والبراعم، وصمم القاعدة العريضة والتي نجح من بعده الكابتن سمير زاهر الذي يعتبر أنجح رئيس اتحاد الكرة، خاصة بعد النجاح الذي حققه المنتخب الأول بالفوز بثلاث بطولات أفريقية متتالية، ونستطيع أن نقول إن اللواء حرب الدهشوري أعد وجهز المناخ للطفرة التي حدثت في عهد سمير زاهر.