لماذا نحب محمد مرسي !
حتى لو أدت هذه التلبية للصدارة في وقت لن تكون فيه الصدارة إلا مغرماً ، هذا حال الدكتور محمد مرسي ، وتعلمنا في هذه الدعوة المباركة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعَنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ ، وَإِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ " ...
ورأيت النموذج الحق والمثال في التطبيق لهذا المبدأ النبوي في شخص الدكتور محمد مرسي حفظه الله ، والذي لبى النداء واستجاب وسمع وأطاع – على مكره – فأتته الرئاسة وهي راغمة ، وتصدر المشهد المصري ، لترى بعد ذلك ملامح التثبيت والنصرة في أدائه المتزن الحيادي وفي عدله وتطبيقه لمبدأ أنه رئيس لكل المصريين وليس لفصيل بعينه ، لا أتخيل مبتلى مثله ببلد منكوب أفسد فيه حرامية الأوطان وسراق البلدان على مدار ستين سنة منها ثلاثون مفزعة مدمرة لا أتخيل أحداً يمكن أن يعان ويؤدي مثل هذا الأداء ، وينتهك مقامه وعرضه وشخصه بهذه الهمجية ثم يظل محتفظاً بهذه النفسية السوية الراضية القانعة الهادئة .
يشتمه كل من هب ودب ، ويتهمه بالفشل كل مغرور وخب ، ويقذفونه بأقذع التهم والبذاءات ، ورغم ذلك يعفو ويصفح ويستمر في السير ، يلقون عليه المولوتوف ، فيردها لهم ثماراً ونماءاً وخضرة وتعميراً .. نعم هو من رئيسٍ صالح .
أما لماذا أحبه ، ويحبه من يحبه ، لأنه عبد مؤمن يحسبه كل من يراه محباً لله ولرسوله ولدينه ، يؤدي صلواته الخمس بالجماعة ، ويصلي الفجر في الجماعة وبالمسجد ، ويراوده حرسه على أن يؤديها في منزله لأنه رئيس مصر ، فيرد أنه لا يصلح أن يكون رئيساً لمصر إن لم يؤدها في المسجد .
يقرأ القرآن ، ويستحضره ويستشهد به في كل مجالسه ، يقرب المؤمنين الصالحين ، ويحرص على مجالسة العلماء في كل وقت وحين .
يعدل بين الرعية ، يعفو عمن ظلمه أو انتقصه ، يسير على دربٍ مستقيم نحو تحقيق أهداف ثابتة وراسخة ، لا يحيد عن هدفه مهما حاول التافهون والغثائيون شغله ، لا يلتفت ، ولا ينتقم أو يغضب لنفسه مقتدياً بسيده وحبيبه صلى الله عليه وسلم .
رجل يحتفي بالعلماء والمبتكرين والمتفوقين ، ويهرول نحو أساتذته مكرماً لهم مقرباً مفتخراً حفياً متواضعاً ...
لهذا كله أحبه ، ويحبه كل مؤمن صالح تقي ، ما أصدق الكلمة التي قالها الشيخ المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مؤتمر عام منذ يومين : " هذا الرئيس المؤمن نحبه وهو يعمل من أجل الوطن " .
وقال نحوها عديد من رجال المرحلة وأفاضلها من أمثال الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل والمهندس أبو العلا ماضي والدكتور سليم العوا والأستاذ عصام سلطان والدكتور محمد محسوب .
هذا الرجل يحبه كل عبد صالح في غياهب الأرض وفي كل البلاد ، وما أروع ما ذكره الشيخ الدكتور عائض القرني عن خطيب جمعة بالهند يدعو لمصر ولأهلها وللرئيس مرسي .
وما أكثر ما يتناقله الناس عن دعوات صالحات في شتى أرجاء المعمورة وفي الحرم النبوي والمكي ومن على منبر الأقصى وفي المغرب العربي وفي البادية ... شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً .. لن تعدم دعواتٍ صالحات للرئيس مرسي .
أمهات وشيوخ ، رجال ونساء ، شباب وأطفال ، كل المؤمنين يحبون الرئيس مرسي ، يحبه الإخوان والبناء والتنمية والجماعة الإسلامية وصالحو المنتسبين للسلف الصالح ، وكل من فهم معني الجهاد في سبيل الله ، وعموم المسلمين ، ويتمنون له التوفيق ، ومن قبل كل هؤلاء أتمني له أن يكون ممن يحبهم الله وهو مولاه ، ولقد ولاه سبحانه وثقتي فيه عز وجل أن يتولاه ، وقد علمنا وبشرنا بأنه سبحانه يتولى الصالحين .. وأحسب الرئيس مرسي منهم – والله حسيبه –
أسأل الله لك الإعانة والتوفيق يا من تعلم أن الله الذي ولاك هو الذي يتولاك . أعلم عنك هذا وأسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يجعل سعيك في ميزانك ، وأن يبدلك بكل شتيمة أو نقيصة أو انتهاك حسنات بموازين الجبال تثقل صحائفك وترزق بها ومن قبلها – فضل الله – رفقة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الجنة .... اللهم آمين ..
وأسأله وهو القوي العزيز أن يجعل كل من وقف موقفاً سيئاً منك أو رماك بباطل أو نقدك لغرض أو لشهوة خفية أو ظاهرة عبرة وآية للعالمين ... اللهم آمين ...
----------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق