تقرير / السيد عبدالعال
شُيّعت بعد ظهر أمس الجمعة جنازة رجل الأعمال المصري، المثير للجدل، أحمد توفيق عبد الفتاح الجابري الشهير بـ «أحمد الريان» بعد صراع مع المرض.والريان كان أول إمبراطور رأسمالي في مصر بعد الانفتاح الاقتصادي الذي صنعه الراحل أنور السادات، وكيف هز الريان الاقتصاد المصري، بعدما أوشكت شركات توظيف الأموال التي أسسها أن تؤدي إلى إفلاس البنوك المصرية.
والرجل هو أحد رجال الأعمال المنتمين للتيارات الإسلامية، كانت حياته مليئة بالمواقف ما جعل إحدى شركات الإنتاج الفني تنتج عن سيرته الذاتية مسلسلا خاصا لقي جماهيرية واسعة في شهر رمضان من العام قبل الماضي 2011، وقام ببطولته الفنان خالد صالح.
وبدأ «الريان» التجارة في المرحلة الابتدائية؛ حيث بدأ مع زميله الذي كان يتمتع بموهبة الرسم وإتقانه للخط العربي في صنع ميداليات من خشب أشجار معينة في إحدى المحافظات، وبيعها للمتاجر، وفي عام 1967 كان الريان يدهن فوانيس السيارات باللون الأزرق مقابل عشرة قروش، والتي كانت لها قيمة كبيرة في هذا الوقت، بسبب الحرب وفي المرحلة الإعدادية تاجر الريان في المذكرات الدراسية وطباعتها، ثم تاجر في المواد الغذائية، حيث كان يورّد البيض لمحلات السوبر ماركت.
ومع التحاق الريان بكلية الطب البيطري أسس شركة الريان للعمل في المبادلات المالية التجارية العالمية عن طريق المضاربة، وقال إنه كان يتحصل على ربح يومي يصل إلى 50 ألف جنيه في سبعينات القرن الماضي من تجارة العملة، مستغلا عدم وجود قوانين تمنع جمع الأموال من المواطنين وتوظيفها، ونظرا لأنه كان يقدّم عوائد خرافية قصدته شرائح عديدة من أفراد الشعب المصري، ما أدى إلى تضخم ودائعه التي تجاوزت المليارات لتدفع مصر إلى بوادر انتكاسة اقتصادية وإفلاس للبنوك ما جعل الحكومة تتخذ إجراءات سريعة ضده.
وفي عام 1989حكم عليه بالسجن 15 عاماً على خلفية قضية توظيف الأموال والاستيلاء على أموال المودعين، ثم زادت هذه المدة 7 سنوات أخرى بتهمة تهديد الأمن العام وتم الاستيلاء على كافة ممتلكاته، وحين صدر الأمر بالإفراج عنه بكفالة 700 ألف جنيه لم يجد أموالا يدفعها، ما دفعه للبقاء في السجن سنة أخرى ثم تم الإفراج عنه.
وقال الريان عقب خروجه من السجن في العام 2011، إن صندوق النقد الدولي سبب رئيسي في سجني بعد تدخله لاستيراد الذرة الصفراء للحكومة المصرية بسبب عدم وجود سيولة لدى البنوك المصرية، ما جعل الريان بحسب قوله يتجه لحل أزمة الحكومة، ويقوم هو باستيراد الذرة، وهو ما لم يعجب الصندوق الذي كان يسعى لإقراض مصر في ذلك الوقت، لكنه اشترط أن تقوم البنوك المصرية برفع الفوائد على الودائع إلى معدلات أعلى من التي تمنحها شركات الريان، وهو ما دفع الحكومة المصرية لملاحقته وسجنه بعد ذلك على حد قوله.رحمك الله يا ريان واسكنك فسيح الجنات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق