ولكن المصيبة الكبرى ما نراه أمام أعيننا من اولئك الذين يحصلون على تلك الألقاب ويسقطون بأنفسهم من أمراض نفسيه وعقد عقلية على الآخرين من خلال شعورهم بالاستعلاء على من حولهم ويعتبرون أن من يتقرب اليهم ما هو الا مجرد أداة تخدمهم وتخدم أغراضهم الشخصية ويتجردون من التعامل بإنسانية وإحترام وخُلُقْ يتناسب مع اللقب الذي يزينهم فقط من الخارج لانهم سرعان ما يسقطون وينكشفون من أبسط موقف نحتك فيه معهم فيتعرون أمامنا وتظهر حقيقة مستواهم الثقافي والإجتماعي وحتى البيئه التي تربوا فيها رغم ما قد نسمعه عنهم من شهرة زائفه في حقيقتها ونجدهم لا يتساوون مع موظف بسيط في دائرة ما يتصف بكل الاخلاق الحميدة والقيم الرائعه رغم أنه لا يملك لقباً عالياً سوى أنه موظف بسيط.
أمثال هؤلاء لا تدوم لهم المواقع ولا المناصب والالقاب لأنهم أسقطوا أنفسهم بأنفسهم من أعين الناس وقلوبهم لما يستخدمون من ألفاظ لا تليق بألقابهم ومناصبهم تظهر بعد إحتكاك البعض معهم في مختلف المواقف ,هؤلاء من خدعوا الكثيرين بألقابهم وجملوا أنفسهم بصفات حصلوا عليها على حساب الآخرين الذين قدموا لهم كل الدعم والتعزيز والسمعة الطيبة وهم في أشد المواقف الحرجة التي واجههتهم,هؤلاء من إستغلوا الالقاب لتحقيق شهرة زائفة متناقضه لما يحملونه في حقيقة أنفسهم ,فكثيرة هي المواقف التي تؤكد لنا وبشكل دائم ومستمر حقيقة تصرفاتهم وسلوكهم والتي تجعل من يعرفونهم جيداً أن يتوقفوا عن التعامل مع أمثالهم لأنهم فقدوا إحترام الآخرين وأنقرضت الثقه فيهم خاصة بعد أن زال الشك باليقين وظهرت الإجابات الحقيقية لكثير من التساؤلات التي وضعتهم في محور الشبهات والاتهام.
هؤلاء من إصطنعوا لأنفسهم كياناً وعريناً وهمياً سرعان ما ينهار وينكشف زيفه بعد أن يتأكد الجميع من إستغلال صاحب اللقب للآخرين معتقدا أنهم لن يكشفوه لسذاجته وسطحية تفكيره ولجهله أنه لا شئ يبقى في الخفاء وأن الامور والحقائق تنكشف سريعاً بعد أن يتقين الجميع من الشبهات والشكوك التي تصبح حقيقة,وهم أنفسهم من يجعلونا نؤمن أنه ليس كل من حَمَلَ لقباً يستحقه ولنا الحق أن نصدر أحكامنا بأن هذا يستحق وهذا لا يستحق.
لمثل هؤلاء نقول أن العظيم يبقى عظيماً,والالقاب لا تزين العظيم ,بل إنه من يزين اللقب بأخلاقه الرائعه وحُلمه عند الغضب ولسانه الذي يصونه عند مخاطبته للآخرين وإستخدامه لعبارات لا تخرج إلا من رحم الادب والاحترام والانسانية والأخلاق التي تنبع من الدين والقيم,وليتهم يتعظون أنه لا فائدة من اللقب إن كان صاحبها يخسر ذاته ويعادي نفسه بإساءته للآخرين ,وليتهم يدركون أيضاً أن مناصبهم زائله كزوالهم من الدنيا فلا شئ باق إلا وجه الخالق تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق