محمد باهى يكتب الحساب .. والعقاب
الخطاب الذى وجهه السيسى الى الأمة يؤكد بما لايدع مجالا للشك أننا نعيش
قمة عصور الديكتاتورية واستعراض لامثيل له من القوة , والاستقواء بفصيل ضد
آخر تحت عباءة القضاء على الارهاب والارهابيين وأكبر دليل على أننا نعيش
عصر الفوضى بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. عصر حكم الوزير فى غياب رئيس
الوزراء عصر حكم الوزير فى سقوط رئيس الجمهورية فى منطقة اللاوعى الادراكى
أو الحسى وغياب دور وزارة الداخلية التى أصبحت أداة وألغت عقولها تماما ..
ولأول مرة نرى مسئولا يستجدى الشعب ويطلب التفويض من فصيل ضد آخر بحجة
الوقوف ضد الارهاب حتى وقع فى فخ " الشعب اللى قال " وهو ما ينذر بردود
أفعال غير مأمونة العواقب واعتقد أن أى عاقل لا يمكنه أن يعمل على زيادة
التراشق والتناحر والصراع داخل المجتمع والذى وصل ذروته الى كل أسرة .. ففى
الوقت الذى سيلبى فيه " س " من الناس دعوة السيسى , سيتجه شقيقه " ص " الى
الفصيل الآخر بينما شقيقهم الثالث مجند فى الجيش يلبى أوامر قائده فى
القضاء على الشقيق المعارض .. بالله عليكم هل هذه سياسة , هل هذه عقلية
واعية لادارة البلاد , الابادة والا .. ؟؟ وأين دولة القانون والمؤسسات
..ان مجلس الحرب ضد العدو يستلزم قرارا بعد تمهل وترو ومع ذلك لايحاتج الى
تفويض .. فمابالنا بالحرب ضد أنفسنا ألا يحتاج الى مزيد من الحكمة والتروى
والتعقل والاجتماعات والقرارات المشتركة وفرصة تلو الأخرى .. لابد من
مصالحة وطنية لايدركها ولايقرها الا من يفهم معنى اراقة الدماء تشمل كل
أطياف الشعب ولا تكون أحادية الجانب .. لن أفوضك ياسيسى ولكن سأفوض أمرى
الى الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق