عندما
كنت أتابع مباراة غانا وألمانيا ضمن منافسات المجموعة السابعة الحديدية
التي تضم أيضا أمريكا والبرتغال بمونديال البرازيل ،ذهبت بخيالي بعيدا مثل
آلاف المصريين ووضعت سيناريو كنا نتمناه جميعا بالتأهل،واللعب مع الكبار من
ناحية
،والهروب من جحيم إذلال مجدي عبد الغني لنا بهدفه الجزائي في مرمى هولندا بمونديال إيطاليا 1990 من الناحية الأخرى
،والهروب من جحيم إذلال مجدي عبد الغني لنا بهدفه الجزائي في مرمى هولندا بمونديال إيطاليا 1990 من الناحية الأخرى
.
ولأن
الأحلام لا حدود لها فقد عانق خيالي السحاب وبدأت أضع تشكيلة مصر أمام
ألمانيا وسيناريو المباراة ، وكيف أن الحضري يتصدي ببراعة لتسديدات مولر
وسامي خضيرة، ويا لروعة الصخرة وائل جمعة وهو يقف حائط صد منيع لإختراقات
مسعود أوزيل وجوتزه ،وألتمس مدى القلق الذي يعيشه مانويل نوير ومعه هوميلز
وميرتساكر من سرعة محمد صلاح ولدغات تريكة العقرب من خارج منطقة الجزاء
.
وبدأت
الأمور تزداد حماسا وإثارة بسماع صدى صوت حازم الكاديكي بعد أن تقدمت مصر
بالهدف الأول وكيف أن الألمان أصبحوا يضربون كفا بكف من تعطل ماكيناتهم
التي لا تهدأ أمام سحر الفراعنة الكروي الرائع
.
ولكن
سرعان ماأستفقت عندما كان معلق المباراة يلقي بعبارات الثناء على أسامواه
جيان واندريه أيو وليس صلاح وتريكة ،ويشيد بالنجوم السوداء وليس الفراعنة
،ويراهن على قدرة داودا على منع ألمانيا من الفوز وليس الحضري ..وقتها
تذكرت أن غانا هي التي تأهلت بعد أن ضربت شباكنا بالستة في التصفيات وقضت
على أوهامنا وأحلامنا بأننا التاريخ وأننا الأفضل والأقدر والأجدر ،ونسينا
أن الفهلوة والعشوائية لايمكنها أن تحقق الأحلام وحتى الأحلام نفسها لاتصنع
أمجاد الأمم
.
لقد
حمدت الله فور نهاية المباراة بعدما رأيت علامات الحزن على وجوه نجوم غانا
وحالة عدم الرضا لدى جماهيرهم وأعضاء الجهاز الفني والإداري رغم أن
المباراة انتهت بالتعادل 2/2 وضد من ..ضد ألمانيا ياسادة ،الماكينات
الألمانية التي لاتحتاج أن نتحدث عنها كثيرا فالكل يعرف من هم الألمان في
كرة القدم
.
حمدت
الله أن مصر "بره" مونديال البرازيل لأننا لو كنا في هذا الموقف لهلل
الجميع في الشوارع ،ورقص مقدمو البرامج في استوديوهاتم التحليلة إبتهاجا
بهذا النصر التاريخي الذي لايسمن ولايغني من جوع لأنه في النهاية مجرد نقطة
في مجموعة موت،والنجوم الغانية لاترضى بديلا عن الفوز حتى ولو كان أمام
بطل العالم،فهذا الفريق يملك الطموح ولديه الشخصية التي يضاهي بها كبار
الساحرة المستديرة بغض النظر عن بعض الأنانية والسلبيات الأخرى التي يمكن
علاجها
.
أما
نحن فنرضى بالقليل رغم أن إمكانياتنا تؤهلنا لتحقيق الكثير،ولكن طالما تظل
المنظومة بعيدة عن الطريق الصحيح ،والبعض في بلدنا يتعامل مع الكرة
والرياضة على أنها مجرد "سببوة" في وقت أصبحت فيه محط أنظار العالم وقادرة
على أن تغير الصورة وتجعل منك حديث الجميع ..فمن حقنا أن نقول الحمد لله
أننا لم نشارك في البرازيل وخلونا في "الدورة الرباعية" وصراع الأهلي
والزمالك والمنيا وتليفونات بني سويف ..ومرتضى منصور ومحمود طاهر وبند ال8
سنوات ووزارة الشباب والرياضة التي تنفصل أو تكون وزارة واحدة وإلغاء
الهبوط من عدمه و..و...لنبقى محلك سر والكل يتفوق علينا
.
كلمة
أخيرة :كل الأمنيات بالتوفيق للمنتخب الجزائري الشقيق لإسعاد كل العرب
بالتأهل للدور ثمن النهائي بعد أن أحيا آمالنا جميعا بالفوز الرائع على
الشمشمون الكوري بالأربعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق