محمد سراج سكرتير تحرير المساء والرئيس الشرفى لجريدة عيون فاقوس
أحوالنا هذه الايام تجبرنا علي التأمل والتفكير فيما حولنا والخروج من تلك الأزمات التي تحيطنا من كل جانب وطريقة تعاملنا مع أخطاء الآخرين.. وللأسف ثقافة الإعتذار غائبة ويغفل عنها الكثيرون مع اننا نعلم جميعا ان الاعتذار دين واجب السداد وكل مخطيء مدين لصاحب الحق بالاعتذار والاعتراف بالذنب لأن فضيلة الاعتذار لها صدي علي الأرض وفي الواقع كالسحر لأن الاعتراف بالحق فضيلة والاعتذار واجب.
.. وما يؤلم صاحب الحق أنه يعاني من شخص يدرك تماما أخطاءه ويعترف بها ولكن يمتنع عن الاعتذار ويكابر.. من وجهة نظري المتواضعة أن هذا النوع ضعيف الشخصية ولا يمتلك القدرة علي مواجهة المواقف ومغرور.
ليس عيبا أن يخطيء الإنسان ولكن العيب أن يستمر في الخطأ .. ودائما نجد المعتذر قوي الشخصية متزن التفكير ولديه القدرة علي مواجهة الحياة لذلك أدرك خطاه بسرعة واعتذر وإن كان الخطأ غير مقصود هنا يأتي الاعتذار مريحا لكل الاطراف ويصفي القلوب من الضغائن ويقي المتخاصمين الهلاك.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إياك وكل ما يعتذر منه" .. أي أنه يجب علي المسلم أن يتجنب الأمور التي تتطلب الإعتذار ولا نفعل الاشياء التي تستوجب الأسف والندم والاعتذار .. وجاء في حديث "سيد الاستغفار" .. وأبوء بذنبي.." أي اعترف به كما اعترف بفضلك علي .. ولكل توبة عذر فيجب علي كل مذنب المبادرة بالاعتذار "وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".. والااعتذار الي الله يمحو الذنوب.
الإعتذار له وجوه متعددة والبيئة لها آثار كثيرة في تعدد هذه الوجوه.. اعتذار الزوج لزوجته لن ينقص من رجولته شيئا.. اعتذار جهة رسمية للناس عن تقصيرها في خدماتها وواجباتها وتنفيذ تعهداتها ووعدها هو أدب اجتماعي لحقن الدماء وتهدئة الغضب.. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن.. هل لديك الشجاعة أن تعتذر..؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق